الجير الفموي وبكتيريا اللثة... خطر صامت يهدد القلب!

صحفيون

بقلم: د. اشرف السيد درويش

طبيب وجراح الفم والاسنان

مؤسس مركز درويش للقلب والأسنان

مدرب معتمد في مجال طب الاسنان

من منا يتخيل أن ما يحدث داخل الفم يمكن أن يؤثر على القلب؟

لكن الدراسات الحديثة تؤكد أن تراكم الجير والبكتيريا في الفم قد لا يقتصر ضرره على الأسنان واللثة فحسب، بل قد يمتد إلى الشرايين ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب

الجير… أكثر من مجرد بقع على الأسنان

يتكوّن الجير عندما تتصلب بقايا اللويحات الجرثومية التي تتكوّن بعد تناول الطعام، خاصة إذا لم يتم تنظيف الأسنان بانتظام.

ومع مرور الوقت، يصبح هذا الجير بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا التي تسبّب التهابات اللثة ودواعم الأسنان.

لكن الخطر الحقيقي يبدأ عندما تنتقل هذه البكتيريا أو منتجاتها إلى مجرى الدم، مسببة التهابًا مزمنًا في الأوعية الدموية، وهو أحد العوامل المرتبطة بتصلّب الشرايين وأمراض القلب.

من الفم إلى القلب… كيف يحدث ذلك؟

أتوضح تقارير الجمعيه الامريكيه لامراض القلب ان البكتيريا الفموية قد تصل إلى الدورة الدموية أثناء تنظيف الأسنان أو مضغ الطعام، خاصة في حالة التهاب اللثة.

هذه البكتيريا تستطيع الالتصاق بجدران الشرايين وتحفيز الجسم على إطلاق مواد التهابية.

ومع الوقت، تساهم هذه العملية في تصلب الشرايين وضعف وظيفة الأوعية الدموية.

وهناك أبحاث نُشرت بيّنت أن علاج التهاب اللثة وتحسين نظافة الفم يمكن أن يُحسن مرونة الشرايين ويُقلل من مؤشرات الالتهاب في الدم.

أي أن زيارة طبيب الأسنان قد تكون خطوة غير مباشرة نحو حماية القلب

التهاب اللثة قد يُشعل التهاب القلب!

في بعض الحالات، يمكن أن تسبب بكتيريا الفم ما يُعرف بـ التهاب شغاف القلب، وهو التهاب يصيب صمامات القلب ويُعدّ من الأمراض الخطيرة.

لهذا السبب، فإن تناول المضادات الحيوية قبل إجراءات الأسنان أصبح ضروريًا لمرضي القلب خاصة من لديهم صمامات صناعية أو عيوب خلقية في القلب ، بينما يُعتبر الحفاظ على نظافة الفم اليومية هو الوقاية الحقيقية.