فاطمة مراد... نموذج ملهم للإصرار والطموح رغم التحديات

فاطمة مراد... نموذج ملهم للإصرار والطموح رغم التحديات
فاطمة مراد... نموذج ملهم للإصرار والطموح رغم التحديات


 


في قلب محافظة المنيا، وتحديدًا من مركز المنيا، تبرز قصة فتاة استثنائية تُدعى فاطمة مصطفى علي، الشهيرة بـ"فاطمة مراد"، طالبة بكلية الزراعة وُلدت في الرابع والعشرين من يناير لعام 1999. لم تكن مجرد طالبة جامعية تقضي أيامها في تحصيل العلم، بل كانت ولا تزال مثالًا حيًا على الإرادة والطموح، وقصة كفاح تستحق أن تُروى.


بداية مبكرة ومسيرة علمية متنوعة


رغم صغر سنها، بدأت فاطمة خطواتها الأولى نحو التميز مبكرًا. ففي عمر السابعة عشرة، درست قانون التحكيم الدولي في مركز الأمم التابع لمركز مكة السعودي الدولي، لتكون من أصغر المتخصصين في هذا المجال. لم تكتفِ بذلك، بل توسعت في دراستها لتشمل مجالات التنمية البشرية والسلوك الشخصي، مما أكسبها قدرات تواصل وقيادة متميزة.



حضور دولي ومهني فاعل


شاركت فاطمة في العديد من المؤتمرات الدولية، حيث أظهرت حضورًا قويًا وشخصية واعية، مما أهلها للعمل كمفوض عام عن مركز مكة السعودي الدولي، وهي تجربة منحتها فرصة التعامل مع نخبة من القيادات الدولية في مصر والسعودية، وعززت من خبرتها وشبكتها المهنية.


مسيرة عملية متعددة الاتجاهات


بعيدًا عن المجال الأكاديمي، اقتحمت فاطمة مجال الأعمال بشجاعة، حيث عملت كمورّدة لحوم حية مستوردة (تاجرة مواشي مستوردة)، وهو مجال يتطلب دقة وخبرة وثقة عالية في الأسواق. كما تولّت مهام مشرفة مبيعات لشركة Trust On.EG، وكانت المسؤولة عن منطقة الصعيد، وهو ما يعكس قدرتها على القيادة وإدارة فرق العمل في بيئات مليئة بالتحديات.



الحادث الذي لم يكسر الإرادة


ورغم كل ما حققته، لم تسلم فاطمة من قسوة القدر؛ حيث تعرضت لحادث كبير تسبب في فقدان ثلاثة من أطرافها. إلا أن هذه المأساة لم تُضعفها، بل كانت نقطة انطلاق جديدة، إذ أكدت بعزيمة قوية قائلة:

"إن شاء الله مسألة وقت، وهارجع أقف تاني، واشتغل أكتر من الأول، والحادث ده هيكون بداية حياة جديدة وتحقيق آمال وطموحات كبيرة."


رسالة أمل


تُجسّد فاطمة مراد قصة فتاة مصرية تحدّت الصعاب ورفضت أن تكون الظروف عائقًا أمام طموحها. هي رسالة أمل حقيقية لكل من يمر بظروف صعبة، أن بالعزيمة والإرادة يمكننا أن نعيد بناء أحلامنا، وننطلق من جديد أقوى من أي وقت مضى.