في ظل تنامي الحاجة لفهم اضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال، تبرز د. شروق أيمن كأحد الأسماء الواعدة في مجال التخاطب وتنمية المهارات. فهي أخصائية تخاطب، وباحثة ماجستير بجامعة عين شمس، تخصصت في العمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى رأسهم المصابون بـاضطراب طيف التوحد.
ما هو التوحد؟
يُعد التوحد أو ما يُعرف بـاضطراب طيف التوحد (ASD) من الاضطرابات العصبية المعقدة التي تؤثر على التواصل والسلوك. وعادة ما تظهر أعراضه في سن مبكرة، قبل بلوغ الطفل 3 سنوات. ويعاني الطفل المصاب بالتوحد من صعوبات في التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، مع تكرار سلوكيات معينة بطريقة نمطية.
درجات التوحد عند الأطفال
تشير د. شروق أيمن إلى أن التوحد لم يعد يُقسّم إلى أنواع فرعية كما في السابق، بل تم توحيده ضمن ثلاثة مستويات من الشدة:
المستوى الأول (توحد خفيف): الطفل يستطيع التحدث لكن يواجه صعوبة في الحوار أو فهم تعبيرات الوجه ولغة الجسد، ويحتاج إلى دعم.
المستوى الثاني (توحد متوسط): قدرة الطفل على التواصل محدودة للغاية، مع سلوكيات متكررة، ويحتاج إلى دعم كبير.
المستوى الثالث (توحد شديد): صعوبة شديدة في التواصل، مع ضعف التفاعل الاجتماعي، ويحتاج إلى رعاية شاملة.
أعراض التوحد في مرحلة الطفولة
تشدد د. شروق على أهمية الاكتشاف المبكر، حيث تظهر الأعراض غالبًا بين عمر 12 و24 شهرًا، وتختلف حدتها من طفل إلى آخر، ومن أبرز هذه الأعراض:
ضعف التواصل البصري وعدم الاستجابة للاسم.
تفضيل العزلة ومقاومة العناق.
تأخر الكلام أو استخدام نبرة غريبة.
عدم القدرة على بدء أو الاستمرار في المحادثات.
تكرار الكلمات أو العبارات بدون فهم.
دور الأخصائي في رحلة العلاج
من خلال عملها كأخصائية، تسهم د. شروق في تصميم برامج فردية موجهة لتحسين المهارات الاجتماعية واللغوية لدى الأطفال المصابين بالتوحد. تؤمن أن لكل طفل قدراته، وأن التدخل المبكر هو المفتاح لتطويرها.
رسالة د. شروق أيمن
تؤمن د. شروق أن الوعي المجتمعي باضطراب التوحد ما زال بحاجة إلى تعزيز، وتدعو الأهالي إلى التوجه لمختصين فور ملاحظة أي من العلامات التحذيرية. تقول:
> "أطفال التوحد لديهم عالمهم الخاص.. ومهمتنا أن نصل إليهم لا أن ننتظر منهم الوصول إلينا."