القاهرة – 2025
بين شغف الهواية وتميز المهنة، يسطر مجدي أشرف مسيرة فريدة تجمع بين عشق تربية الحمام الزينة والعمل الاحترافي في مجال الإعلام والدعاية. وُلد في السادس من يناير عام 1995، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة المنصورة عام 2017، لكنه لم يكتفِ بمسار أكاديمي تقليدي، بل رسم طريقًا خاصًا يجمع بين الهواية والاحتراف.
رحلة مع الحمام
بدأ مجدي تربية الحمام منذ كان في التاسعة من عمره، متأثرًا بجاره الراحل الحاج سامي، ليتحول هذا الشغف بمرور السنين إلى تخصص في فصائل الزينة مثل الكنج، التاكسين، اللاحم، الروماني، والرومي، حتى استقر على الحمام البخارى الذي يُعد من أندر وأجمل أنواع الحمام.
لم يكن مجدي مجرد هاوٍ، بل أصبح إعلاميًا داخل غية الحمام المصري، حيث قدّم لقاءات مع كبار الغواة، وغطى معارض الحمام بشكل كامل دعمًا للهواية من دون أي مقابل مادي. كما أسس قناة “دونجل لتربية الحمام” على يوتيوب، التي ينشر عبرها أساليب التربية الصحيحة، ويكشف عن أسرار علم الجينات والوراثة وطرق الرعاية والعلاج.
ومن أبرز محطاته تغطية الرمية الأكبر في تاريخ هواية الحمام بمدينة المنصورة، والتي شارك فيها 2000 فرد من الغزار المصري بمشاركة كبار الغواة مثل المستشار محمد سليط، وليد عبد الرحمن، خالد سنبل، كابتن سيد جودا، والمهندس أحمد زيدان.
ويُعد امتلاك مجدي لطائر من فصيلة القطاطي يُدعى زوكا علامة فارقة في مسيرته، إذ درّبه على الطيران الحر والنداء على غرار الصقارة، وهو طائر اقتناه بمبلغ 12 ألف جنيه من المربي العالمي عبدو إسماعيل، الذي يُعد من أشهر الأسماء عالميًا في هذا المجال، وقد أجرت معه وكالات كبرى مثل رويترز، وCNN، و”اليوم السابع” لقاءات عديدة. وخلال الأسبوع الماضي تصدّر خبر “زوكا” تريند هواية الحمام في مصر.
بصمة في الإعلام والدعاية
بعيدًا عن عالم الحمام، شق مجدي مسيرة مهنية طويلة في مجال التصميم والجرافيك والمونتاج وهندسة الصوت. عمل منذ سنواته الأولى في كبرى وكالات الدعاية مثل “أب توديت”، “طارق نور”، و”الوتر”، كما تعاون مع علامات تجارية كبرى في المنصورة.
كما عمل مهندس صوت في مسرح أم كلثوم بمدينة المنصورة لمدة خمس سنوات، حيث تعاون مع مخرجين كبار على رأسهم الأستاذ وليد الحسانين وكريم مغاوي، إلى جانب عدد من مهندسي الصوت ومدربي الفرق والعروض الاستعراضية.
وخلال 9 سنوات قضاها مع قناة البغدادية العراقية، تنقّل بين استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر وحتى مقر القناة في بغداد، مثبتًا حضوره كمحترف في الإعلام المرئي.
العمل التطوعي والطموح
لم يغب الجانب الإنساني عن مسيرة مجدي، فقد شارك متطوعًا في قوافل وجمعيات خيرية عديدة مثل “صناع الحياة”، “رسالة”، “الأورمان”، و”الإصلاح الخيري”، حيث تولى مسؤوليات في إدارة فرق السوشيال ميديا والمشاركة في الحملات الميدانية.
واليوم يعمل مجدي على تأليف أول كتاب مصري متخصص في تربية الحمام الزينة، بالتعاون مع إحدى دور النشر، ليكون مرجعًا علميًا لهواة ومحترفي المجال.
أحلام المستقبل
يحلم مجدي بأن يكون أول إعلامي وسفير للنوايا الحسنة في هواية الحمام، إلى جانب تأسيس وكالة دعاية وإعلان عالمية بفروع متعددة، انطلاقًا من شركته الحالية “خشبيستا آرت” للدعاية والإعلان.
وبين الغية والكاميرا، يواصل مجدي أشرف صناعة قصة نجاح استثنائية، عنوانها الإصرار على تحويل الهواية إلى رسالة، والعمل إلى وسيلة للتأثير والإبداع