محاسن عاطف إبراهيم صوت سوداني متعدد اللغات ورسالة تتجاوز الحدود

محاسن عاطف إبراهيم صوت سوداني متعدد اللغات ورسالة تتجاوز الحدود
محاسن عاطف إبراهيم صوت سوداني متعدد اللغات ورسالة تتجاوز الحدود


 

في عالم يموج بالثقافات واللغات تبرز الدكتورة محاسن عاطف إبراهيم كأحد الأسماء السودانية اللامعة التي جمعت بين العلم والمعرفة والتجربة الإنسانية العميقة فهي ابنة السودان التي أتقنت ثماني لغات لتصنع منها جسورا للتواصل والفهم وتمنح صوتها بعدا إنسانيا يتجاوز الحواجز

من خلال بودكاست قدام وهو مشروع إعلامي واعد ينتجه شباب سودانيون طموحون استطاعت الدكتورة محاسن أن تقدم تجربة مميزة تسلط الضوء على رحلتها الأكاديمية والشخصية وفي الوقت نفسه تفتح للشباب السوداني أبوابا جديدة للتفكير والإلهام هذا البودكاست الوليد لا يقتصر على طرح قصص النجاح بل يضع أمام الجيل الجديد نماذج حيّة ورسائل عملية عن التعليم والتمكين وصناعة المستقبل

ولم يقف طموح الدكتورة محاسن عند حدود السودان بل بعد الحرب جاءت إلى مصر وهي تحمل حلمها ورسالتها وشاركت الشباب السوداني في منصة رساليون في الحياة لتنقل لهم خبراتها وتجاربها وتلهمهم بأن يحققوا طموحاتهم ويصنعوا مستقبلهم بأيديهم

ولا يتوقف عطاء الدكتورة محاسن عند الإعلام والمشاركة المجتمعية فقد خاضت غمار البحث والتأليف منذ سنوات دراستها في جامعة الخرطوم العريقة فأصدرت كتابها المتميز انتشار الفرانكوفونية وسط أفريقيا وتأثيرها على الوسط الإسلامي بثلاث لغات عربية وإنجليزية وفرنسية وهو عمل علمي اعتبره مركز البحوث بجامعة أفريقيا مرجعا أساسيا لما يحمله من قيمة فكرية وتاريخية عالية

وتعتز الدكتورة محاسن بتجربتها العلمية إلى جانب أساتذة كبار في مقدمتهم الدكتور المصري السيد رجب السيد عيد الذي زار السودان في العام 2013 وقدم ورشة علمية متخصصة بأكاديمية نميري العسكرية العليا حيث شكلت تلك المرحلة علامة فارقة في مسيرتها البحثية والعلمية

إن ما يميز محاسن عاطف إبراهيم ليس فقط إتقانها اللغات ولا حضورها الإعلامي بل قدرتها على تحويل المعرفة إلى رسالة والتجربة إلى مصدر إلهام فهي تؤمن أن التعدد اللغوي والثقافي ليس ترفا بل أداة لفهم أعمق للعالم ولإحداث أثر إيجابي ممتد

بهذا الحضور الفكري والإعلامي والأكاديمي تكرس الدكتورة محاسن صورة مشرقة للمرأة السودانية القادرة على أن تفتح آفاقا جديدة لشباب وطنها في السودان ومصر وأن تقدم نموذجا يحتذى به في الإصرار والشغف والجدية فقصتها ليست مجرد سيرة شخصية بل شهادة على أن الإرادة والمعرفة قادرتان على تغيير الواقع ورسم مستقبل أفضل