بقلم الخادم الدكتور عماد رمسيس
استشاري الاشعه التداخليه
مدير مستشفى مارمينا _طاحونة البابا كيرلس
يكتب في
دور الكنيسة المصرية و الخدمة المجتمعية ..
تلعب المؤسسات الدينية دورا محوريا في الخدمة المجتمعية، فبجانب دورها الرئيسي في الحفاظ علي قيم المجتمع و حث الناس علي التمسك بسمو الأخلاق و المثل العليا الضرورية لنمو و استقرار اي مجتمع مثل الامانة و الصدق و إتقان العمل و خلافه.. و ذلك من خلال العمل الوعظي من فوق المنابر ، فإنها ايضا تقوم بدور عظيم في مساندة مؤسسات الدولة خاصة في مجالي التعليم و الصحة و هما العمودان الرئيسيان في بناء الانسان
و قد ادركت الكنيسة المصرية العريقة هذا الدور العظيم منذ القدم و قد تنامي هذا الدور رويدا رويدا خاصة في العصر الحديث و لعلنا نذكر ان من أوائل من استورد المطابع في مصر هو البابا كيرلس الرابع ابو الإصلاح في منتصف القرن الثامن عشر و لا ننسي ايضا الدور العظيم الذي لعبته الراهبات المصريات في مجالي التعليم و الصحة فتركت المدارس و المستشفيات التي أسستها الراهبات المصريات علامة إيجابية جدا في الكثيرين من أبناء هذا الوطن بمختلف طوائفه.
و لهذا ايضا دائما ما يوصي به البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الحالي ابناؤه من مسؤولي الكنائس و المؤسسات الدينية بأهمية الخدمة المجتمعية و المشاركة في خدمة أبناء الوطن في كل المجالات
المتاحة و يؤكد لنا دائما ان هذه المشاركة تعزز روح المحبة و التفاهم بين كل اطياف المجتمع و تضمن وحدانيته و صموده امام اي قوي شر خارجية و تساهم بقدر في رفع بعض الحمل عن مؤسسات الدولة.
و قد شرفت في العمل في احدي الكيانات التي تعزز هذا الفكر و تؤكده و هي مستشفي خدمي أقيمت في منطقة من اكبر المناطق العشوائية في مصر و هي تابعة لكيان قبطي عريق و هو احد الأديرة الكبري و الذي طالما تبني العمل الخدمي و المجتمعي سواء في القاهرة او الإسكندرية و مناطق اخري كثيرة و من يزور هذه المستشفي يدرك مدي حلاوة مجتمعنا المصري العريق ففيها يجتمع كل اطياف المجتمع المختلف في مستوي المعيشة و المستوي الاجتماعي و ايضا المادي بخلاف التنوع في الدين و الثقافة فتجلس الحاجة السيدة الفاضلة جنبا الي الام الراهبة و يجاور شيخ الجامع التقي الاب القمص الوقور ليلتقي الجميع في مكان واحد و يتقابل معهم الاطباء العظام مثل دكتور كيرلس و دكتور عبد الرحمن و غيرهم ، و يجمع الكل هدف واحد هو التخفيف عن الام الناس و إعلاء روح المحبة و الود في مجتمعنا العظيم ..
أخيرا نؤكد ثانية علي دور المؤسسات الدينية في العمل المجتمعي و نرجو من الدولة ان تسهل لهم الإجراءات و تزيل العقبات التي قد تواجههم حتي يستطيعوا ان يؤدوا دورهم في يسر و سهولة ، حفظ الله مصرنا الحبيبة.
الي اللقاء في موضوع جديد
ا.د. عماد رمسيس
استشاري الاشعه التداخليه
مدير مستشفي مارمينا - طاحونة البابا كيرلس