في عالمٍ يزداد صخبًا وضغوطًا يومًا بعد يوم، تبقى علاقة الأم بطفلها هي الأصدق والأعمق في الوجود. علاقة تنسجها لحظات الدفء وابتسامات الحنان، وتُبنى على الحب غير المشروط الذي يمنح الطفل شعورًا بالأمان والانتماء والثقة بالنفس.
تقول الدكتورة فايدة كامل، أخصائية تعديل السلوك والصحة النفسية والتخاطب والتنمية البشرية والدعم الأسري، إن الأم ليست فقط من تُطعم وتُعلّم، بل هي من تُشكّل الملامح الأولى لشخصية طفلها. فكل كلمة طيبة ولمسة حانية تترك أثرًا عميقًا في وجدان الطفل، وتبني بداخله أساسًا نفسيًا قويًا لمستقبله.
لكن خلف هذا العطاء اللامحدود، تخفي الكثير من الأمهات إرهاقًا وصمتًا لا يُرى. فكم من أمٍّ تتناسى احتياجاتها لتواصل العطاء بلا توقف!
وهنا، تؤكد د. فايدة أن “طلب الدعم ليس ضعفًا، بل وعي ومسؤولية”، لأن الأم التي تعتني بنفسها وتمنح ذاتها مساحة للراحة، تكون أقدر على تربية طفل متوازن نفسيًا وعاطفيًا.
وتضيف: “الطفولة لا تُبنى فقط على التعليم والرعاية المادية، بل على بيئة نفسية آمنة، وهذه البيئة تبدأ من قلب أمٍّ يشعر بالسكينة والرضا”.
وترى د. فايدة أن دعم الأم يجب أن يكون حقًا أساسيًا، تمامًا كدعم الطفل، مشددة على أهمية وجود مساحات آمنة تستطيع فيها الأمهات التعبير عن مشاعرهن وطلب المساعدة دون خوف من الحكم أو اللوم.
“ليس عيبًا أن تحتاج الأم إلى استشارة مختص، بل على العكس، هي خطوة ناضجة قد تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأسرة كلها”.
رسالة د. فايدة للأمهات:
“مش عيب لو احتاجنا الدعم، المهم نروح للي يقدر يساعدنا ويفهمنا صح.
خطوة بسيطة ممكن تغيّر حياة كاملة — حياة أم، وطفل، وأسرة بأكملها.”
بقلم: د. فايدة كامل
أخصائية تعديل سلوك وصحة نفسية وتخاطب وتنمية بشرية ودعم أسري.
تعمل حاليًا في عيادات متخصصة بالتجمع الخامس.
رئيس تحرير سابق لإحدى المجلات العربية، وإعلامية سابقة بعدة صحف مصرية وعربية.
لايف كوتش مهتمة بدعم قضايا المرأة والطفل، خاصة المرأة المطلقة وأطفال الانفصال.