مستر باسم محمد عبد التواب.. الطالب الذي أصبح معلّمًا ملهمًا

مستر باسم محمد عبد التواب.. الطالب الذي أصبح معلّمًا ملهمًا
مستر باسم محمد عبد التواب.. الطالب الذي أصبح معلّمًا ملهمًا

 




القاهرة – صدى التعليم المبدع

منذ طفولته كان يحلم أن يقابل المعلّم الذي لا يكتفي بشرح المادة الدراسية، بل يعرّفه أولًا لماذا يدرسها، ويزرع في قلبه حب المعرفة لا رهبة الامتحان. وعندما كبر، قرر أن يكون هو ذلك المعلم الذي حلم أن يراه، فاختار طريق التربية والتعليم ليكون القدوة التي تضيء درب الطلاب.

في وقت يحتاج فيه التعليم إلى دماء جديدة وأفكار مبتكرة يسطع اسمه كواحد من أبرز الوجوه الشابة في مجال التدريس.

ابن ميت نما _ شبر الخيمة _ باسم محمد عبد التواب طالب بكلية التربية – جامعة عين شمس، ومدرس دراسات اجتماعية. وبالرغم من أنه لا يزال طالبًا جامعيًا، إلا أنه اختار مسارًا مختلفًا عن أقرانه؛ فبدأ رحلة التدريس في سن صغير، ليخوض التجربة مبكرًا ويثبت أن الشغف لا يتوقف فقط على التخرج او الشهادات، بل يبدأ من الإيمان الحقيقي بالرسالة. لم يرد أن يكون معلمًا تقليديًا يمر مرور الكرام، بل سعى لأن يترك أثرًا في كل طالب وأُسرة تعامل معها. وبفضل أسلوبه المختلف وغير النمطي في الشرح، استطاع أن يغير نظرة طلابه للتعليم؛ فلم تعد مادة الدراسات الاجتماعية مجرد تواريخ وجغرافيا تُذاكر لأجل امتحان، بل معرفة حيّة تُفيد الطلاب في حياتهم وتربطهم بالواقع.

يقول مستر باسم:
« التعليم مش مجرد مادة ننجح فيها، التعليم حياة بنعيشها، وبالنسبالي هو متعة الحياة، لأنه الطريق اللي بيخلينا نعرف نفسنا ونبني مستقبلنا. مفتاح عقل كل طالب هو قلبه ونفسيته، لو ارتاح في الحصة وحب المادة، هيقدر يفهمها ويذاكرها بإتقان، وهو مستمتع وسعيد».

هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات، بل تحولت إلى واقع في حصصه التي صارت لحظة ممتعة ينتظرها الطلاب، حتى بات أولياء الأمور يلاحظون الفارق الكبير. فبدلًا من أن يُلحّ الأب أو الأم على أبنائهما ليذاكروا، أصبح الأبناء يذاكرون من تلقاء أنفسهم، بشغف وسعادة.

لم يقتصر تأثير مستر باسم على طلاب مصر فقط، بل امتد إلى دول الخليج مثل قطر والإمارات والسعودية عبر منصات التعليم الأونلاين، حيث ترك بصمة واضحة هناك أيضًا، وحصد تقدير الطلاب وأولياء الأمور الذين لمسوا تطور أبنائهم. وقد درّس للعديد من الطلاب العرب الذين وجدوا فيه المعلم القريب من قلوبهم قبل عقولهم.

ولأن حلمه أكبر من أن يتوقف عند حدود فصله أو شاشته، أطلق مبادرة Basemind، التي تهدف إلى تخريج جيل جديد من المعلمين، يحملون الضمير والوعي، ويضعون "القيمة" قبل "الكم"، ويجعلون من التعليم متعة ورسالة.

ويخطط مستر باسم لاستكمال دراسته العليا في مجال التربية وتطوير المناهج، ليجمع بين خبرته العملية ورؤيته الأكاديمية، وليثبت أن التغيير الحقيقي يبدأ من المعلم.

مستر باسم محمد عبد التواب ليس مجرد طالب معلم أو مدرس دراسات اجتماعية، بل نموذج حيّ يُثبت أن تغيير مفهوم التعليم يبدأ من إيمان المعلّم برسالته، وأن الأثر الحقيقي يُصنع بالحب، الإخلاص، والإبداع.